• طرق باب عيادتي دون موعد ..
طفل في ملابس رجل وغترة وعقال ..
ربما كان في الحادية عشرة من عمره ..
وقبل أن أسأله ما الذي أتى به إلي.. أخرج النقود من جيبه وقال ..
خذي ما تشائين.. وافتحي لي ملفا خاصا بي .. فلدي الكثير من الكلام والبوح..
لقد تجاوزت موظفي الاستقبال لأنهم لن يتفهموا موقفي وسبب حضوري دون أهلي ..
أما أنت فستفهمين.. أليس كذلك ..
احـترت كيف أجيبه .. وهل أستقبله أم أن عيادتـه غـير قانونية لصغر سنه وحضوره وحيدا ..
قال.. أليس تخصصك استقبال الحالات الطارئـة اجتماعيا .. ولا تـقلقي فأمي هنا بالمستشفى
تراجع طبيبة ما .. أعجبتني فصاحـته وسرعة ملاحظـته .. قلت ألا ننتظر أمك ..
قال جـئت إليك بسبـبـهم.. فهل تـتصورين أن أحضر مشكلتي معي ..
أجلسته أمامي .. دون فتح ملف .. وقلت له سنتحدث حتى نفكر كيف نجعلها زيارة قانونية ..
ولن تدفع شيئا فهذا حديث طارئ كما ذكرت سابقا .. ولا أريدك أن تضعني في مشكلة مع أهلك ..
بسبب مشكلتك التي لم تحضرها معك .. ضحك قليلا ثـم عاد الحزن يرتسم على عيونه ..
قال.. أنا خائف من انفصال أبي عن أمي.. ولي إخوة كبار يستطيعون الاعتماد على أنفسهم ..
أما أنا فلا أدري ماذا سأفعل وحدي وسط غابة البشر .. ولا حول لي ولا قوة لصغر سني ..
قلت اطمئن.. فلن ينفصلا على ما أعتقد .. ولكن لابد لي من الحديث معهما أولا ..
انفجر الصبي باكيا .. دون سابق دموع .. أخذته إلى جواري.. وجففت دموعه ..
وقلت له .. الآن أحدثـك كصديقة.. وإنسانـة .. لا معالجة .. أستمع إليك وأعطيك النصيحة ..
بصورة غير رسمية.. وحين تجد نفسك قادرا على إحضار والديك أو أحدهما ..
فستجدني دوما مستعدة لسماعك رسميا وشرعيا وإنسانيا ..
وإن كنت أعتقد أن أسلوبك الناضج يستطيـع أن يلطف الأجواء بين والديك فهل تحاول؟..
وقبل أن يغادر سألتـه.. كيف تشعر الآن.. قال أشعر براحة أكثر .. خاصة ..
بعدما وجدت الصديقة التي تسمعني وقتما أشاء .. وأرجو أن تدوم تلك الصداقة
والراحة .. حتى أصل إليهم وأتحدث معهم .. ثم تنهد عميقا وقال (الله يهديـهم)..
ضحكت سرا وأنا لاأزال تحت وقـع المفاجأة لفصاحة ذلك الفتى الذي يسبق عمره!.
طفل في ملابس رجل وغترة وعقال ..
ربما كان في الحادية عشرة من عمره ..
وقبل أن أسأله ما الذي أتى به إلي.. أخرج النقود من جيبه وقال ..
خذي ما تشائين.. وافتحي لي ملفا خاصا بي .. فلدي الكثير من الكلام والبوح..
لقد تجاوزت موظفي الاستقبال لأنهم لن يتفهموا موقفي وسبب حضوري دون أهلي ..
أما أنت فستفهمين.. أليس كذلك ..
احـترت كيف أجيبه .. وهل أستقبله أم أن عيادتـه غـير قانونية لصغر سنه وحضوره وحيدا ..
قال.. أليس تخصصك استقبال الحالات الطارئـة اجتماعيا .. ولا تـقلقي فأمي هنا بالمستشفى
تراجع طبيبة ما .. أعجبتني فصاحـته وسرعة ملاحظـته .. قلت ألا ننتظر أمك ..
قال جـئت إليك بسبـبـهم.. فهل تـتصورين أن أحضر مشكلتي معي ..
أجلسته أمامي .. دون فتح ملف .. وقلت له سنتحدث حتى نفكر كيف نجعلها زيارة قانونية ..
ولن تدفع شيئا فهذا حديث طارئ كما ذكرت سابقا .. ولا أريدك أن تضعني في مشكلة مع أهلك ..
بسبب مشكلتك التي لم تحضرها معك .. ضحك قليلا ثـم عاد الحزن يرتسم على عيونه ..
قال.. أنا خائف من انفصال أبي عن أمي.. ولي إخوة كبار يستطيعون الاعتماد على أنفسهم ..
أما أنا فلا أدري ماذا سأفعل وحدي وسط غابة البشر .. ولا حول لي ولا قوة لصغر سني ..
قلت اطمئن.. فلن ينفصلا على ما أعتقد .. ولكن لابد لي من الحديث معهما أولا ..
انفجر الصبي باكيا .. دون سابق دموع .. أخذته إلى جواري.. وجففت دموعه ..
وقلت له .. الآن أحدثـك كصديقة.. وإنسانـة .. لا معالجة .. أستمع إليك وأعطيك النصيحة ..
بصورة غير رسمية.. وحين تجد نفسك قادرا على إحضار والديك أو أحدهما ..
فستجدني دوما مستعدة لسماعك رسميا وشرعيا وإنسانيا ..
وإن كنت أعتقد أن أسلوبك الناضج يستطيـع أن يلطف الأجواء بين والديك فهل تحاول؟..
وقبل أن يغادر سألتـه.. كيف تشعر الآن.. قال أشعر براحة أكثر .. خاصة ..
بعدما وجدت الصديقة التي تسمعني وقتما أشاء .. وأرجو أن تدوم تلك الصداقة
والراحة .. حتى أصل إليهم وأتحدث معهم .. ثم تنهد عميقا وقال (الله يهديـهم)..
ضحكت سرا وأنا لاأزال تحت وقـع المفاجأة لفصاحة ذلك الفتى الذي يسبق عمره!.